لأول مرة يدخلن عالم السياسة.. نساء الأنبار يعدن بإطلاق صوت المرأة
لأول مرة يدخلن عالم السياسة.. نساء الأنبار يعدن بإطلاق صوت المرأة
الأنبار- لأول مرة تدخل نساء الفلوجة حلبة المشاركة السياسية، ومن بوابة الانتخابات المحلية التي يتنافس فيها عدد كبير من الرجال ومن مختلف الكيانات السياسية والأطياف العشائرية، للفوز بمقاعد مجلس المحافظة الذي ظل لسنوات حكرا على الرجال فقط.
ولم تمنع الطبيعة المحافظة للمدينة بعض النساء من المشاركة بالحملات الدعائية، مع اقتراب موعد الانتخابات وتصاعد حمى الدعايات، كثفت بعض النساء من حملاتهن الدعائية ودخلن المنافسة، يحدوهن الطموح بالظفر بأحد مقاعد مجلس المحافظة، في محاولة لتوفير بعض الخدمات للمدينة التي تتصارع فيها تجاذبات عشائرية وحزبية، وشهدت سنوات من النزاع العسكري، والعنف المسلح، وضعف الخدمات.
المرشحات يعدن بإطلاق صوت المرأة لأول مرة
تقول مرشحة تحالف المثقفين للعشائر والتنمية، سعاد مصطفى الراوي، في حديث لـ"نيوزماتيك" إن "سبب ترشيحي هو الطموح لإطلاق صوت المرأة لأول مرة، والمطالبة بحقوقها".
وتضيف الراوي التي تعمل تربوية في مجال التعليم، في حديث لـ"نيوزماتيك" "سأضع جميع إمكاناتي في مجال التعليم، للنهوض بهذا المجال، من خلال تقديم مناهج تعليمية متقدمة، والمساهمة في تطوير المدارس ووضع برامج محو الأمية والتعليم الإلزامي والمجاني".
أما مرشحة الحزب الإسلامي، خنساء محمد مخلف العاني، فتبدو أكثر المتحمسات للدفاع عن حقوق المرأة، وتقول في حديث لـ"نيوزماتيك" إن "المرأة بمحافظة الأنبار مرت بظروف سيئة بسبب الحروب، التي جعلت منها الأرملة والمطلقة، أو بسبب الإهمال الكبير من قبل المسؤولين بالمجالس المحلية".
وتضيف العاني إن "ضمان حقوق المرأة وضرورة مشاركتها في العمل السياسي"، هو ما دفعها لترشيح نفسها للانتخابات، وتوضح أن "المرأة بمحافظة الأنبار همشت كثيرا وأصبحت بلا صوت ولا رأي، وقد آن الأوان لكي تطالب المرأة بحقوقها".
الناخبون لا يثقون بالنساء
من جانبه، يرى المواطن نعمة محمد إبراهيم، أن "الأحزاب لا تبحث إلا عن مصالحها، وأن مرشحي الانتخابات، يتسابقون لنيل رضا المواطنين خلال حملاتهم الدعائية، ويعدون بتحقيق الإنجازات الممكنة وغير الممكنة، في حال انتخابهم".
ويضيف إبراهيم في حديث "نيوزماتيك" "أما إذا فازت إحدى المرشحات من النساء بمقعد في مجلس المحافظة، فسوف نجري خلفها ليلا ونهارا، بحثا عن تحقيق أي وعد قطعته لنا" ويتابع "أنا متأكد أنها لن تبالي شيئا لكلامنا".
وتعبر إحدى نساء محافظة الأنبار عن عدم ثقتها بأن تحقق النساء طموح أهالي المحافظة، وتقول كريمة نافع المحمدي 33 سنة، وتعمل مدرسة، إن "الرجال في مجلس محافظة الأنبار، لم يحققوا الطموح على مر ست سنوات، ولا أعتقد أن للمرأة ستتمكن من تحقيق طموحاتنا وحل مشاكل المحافظة" وتضيف في حديث "نيوزماتيك" إن "المرأة دخلت الانتخابات إكمالا للعدد، ولن يكون لها سلطة في القرارات السياسية والأمنية".
فيما تشير خلود احمد العيساوي، 40 سنة، وهي ربة بيت، في حديث لـ"نيوزماتيك" إلى أن "وجود المرأة ضروري في مجالس المحافظة، لحل مشاكل النساء، والمطالبة بحقوقهن" وتأمل العيساوي في أن "تحقق النساء بعض المكتسبات لأهالي المدينة، ويطالبن بإعادة الخدمات الأساسية".
طريق النساء ليس مزروعا بالورد
من جهته، يبدو المحلل السياسي بلال العاني، غير متفائل بأن النساء سيحققن إنجازات لأبناء المحافظة، ويقول لـ"نيوزماتيك" إن "الطريق ليست مفروشة بالورود أمام المرشحات من النساء ليحققن للناخب والمواطن جميع ما وعدن به".
ويوضح العاني أن "المرأة ستجد نفسها في متاهة الانتماءات الحزبية وغير قادرة على التغيير"، ويشير إلى أنه "لو لم يضع قانون الانتخابات شرط وجود النساء ضمن القوائم المرشحة، لما وافقت الأحزاب على ترشيح امرأة واحدة ضمن قوائمها".
ويبلغ عدد المرشحات من النساء في انتخابات مجالس المحافظات في العراق التي ستبدأ في 31 كانون الثاني الجاري، 3912 من مجموع 14431 مرشحا، ويضمن قانون الانتخابات تمثيل النساء في مجالس المحافظات، ويلزم بتخصيص مقعد واحد للنساء في مجلس المحافظة، من بين ثلاثة مقاعد يفوز بها أي حزب أو جهة.
يذكر أن محافظة الأنبار، مركزها الرمادي 110 كم غرب بغداد، شهدت إقبالا ضعيفا على المشاركة في الانتخابات النيابية والمحلية التي جرت عام 2005 بسبب سيطرة الجماعات المسلحة على اغلب مناطقها آنذاك فضلا عن صدور فتوى من هيئة علماء المسلمين التي تعتبر المرجعية الدينية للعرب السنة في العراق بتحريم المشاركة بالانتخابات.
وتم خلال انتخابات عام 2005 افتتاح عدد من مراكز الانتخابات في المحافظة خصوصا في مدينتي الرمادي والفلوجة حيث وصل عدد الناخبين فيها إلى 3765 ناخبا فقط، كما تم افتتاح مراكز الاقتراع في عدد من مناطق محافظة بغداد للسماح للنازحين من مدينة الفلوجة بالتصويت فيها، بسبب العمليات العسكرية الأمريكية عام 2004 على المدينة، ولم تشارك اغلب العشائر في محافظة الأنبار في الانتخابات آنذاك، بسبب رفضها لها وللعملية السياسية في العراق بشكل كامل، إلا أن المشارك الوحيد في الانتخابات كان الحزب الإسلامي الذي حصل على محافظة الأنبار بـ 36 مقعدا من أصل 41 مقعدا مخصصا لمجلس محافظة الأنبار. ويتنافس حاليا 551 مرشحا ضمن 35 لائحة على 29 مقعدا تم تخصيصها لمجلس محافظة الأنبار في الانتخابات المحلية الحالية.
نيوزماتيك
http://www.albadeeliraq.com/showdeta...d=move&id=6774